{ألر تلك أياتُ الكتاب وقرآن مبينٍ} فيه تأويلان:أحدهما: أن الكتاب هو القرآن، جمع له بين الاسمين.الثاني: أن الكتاب هو التوراة والانجيل، ثم قرنها بالقرآن بالقرآن المبين. وفي المراد بالمبين ثلاثة أوجه:أحدها: المبين إعجازه حتى لا يعارض.الثاني: المبين الحق من الباطل حتى لا يشكلا.الثالث: المبين الحلال من الحرام حتى لا يشتبها.قوله عز وجل: {رُبما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} وفي زمان هذا التمني ثلاثة أقاويل:أحدها: عند المعاينة في الدنيا حين يتبين لهم الهدى من الضلالة، قاله الضحاك.الثاني: في القيامة إذا رأوا كرامة المؤمنين وذل الكافرين.الثالث: إذا دخل المؤمن الجنة، والكافر النار.وقال الحسن: إذا رأى المشركون المؤمنين وقد دخلوا الجنة وصاروا هم إلى النار تمنوا أنهم كانوا مسلمين.وربما مستعملة في هذا الموضع للكثير، وإن كانت في الأصل موضوعة للتقليل، كما قال الشاعر:ألا ربّما أهدت لك العينُ نظرة *** قصاراك مِنْها أنها عنك لا تجديوقال بعضهم هي للتقليل أيضاً في هذا الموضع، لأنهم قالوا ذلك في بعض المواضع لا في كلها.